"رد الطغيان" تحقق مكاسب كبيرة بإدلب في يومها الأول 

بلدي نيوز – (أحمد رحال، أحمد عبد الحق)
شنت فصائل الثوار من مختلف التشكيلات، اليوم الخميس، هجوماً معاكساً استهدف مواقع قوات النظام والميليشيات المساندة لها في القرى التي تقدمت إليها مؤخراً بريف إدلب الجنوبي الشرقي، تمكنت فصائل المعارضة خلالها من تحقيق تقدم على حساب قوات النظام وسط معارك كر وفر بين الطرفين في المنطقة.
وبدأت المعركة بتمهيد مدفعي وصاروخي عنيف على مواقع قوات النظام في بلدات "عطشان والخوين" وحواجز قوات النظام المحيطة بها، تلا ذلك اقتحامها من عدة محاور واستعادة السيطرة عليها بشكل كامل، ثم التوسع باتجاه "مزارع الحسيان" وحواجز "الهليل والنداف" وصولاً لقرى "المشيرفة والزرزور" وعدة مواقع أخرى.
وشهدت المنطقة معارك عنيفة شارك الطيران الحربي الروسي فيها بشكل كبير في دعم قوات الأسد والميليشيات المساندة لها بعشرات الغارات الجوية التي نفذها على مواقع الثوار، ما دفعهم للانسحاب من عدة مواقع دخلوا إليها، أبرزها قرى "الحمدانية والخوين والجدوعية، والسلوم، وأبو عمر" بريف إدلب الجنوبي الشرقي، فيما لاتزال المواجهات على أشدها في بلدة "عطشان" بريف حماة الشمالي، وسط قصف مدفعي وجوي لا يتوقف.
ولا تزال فصائل الثوار تحافظ على مواقعها في قرى ونقاط "تل مرق، وأم الخلاخيل، والمشيرفة الشمالية، والزرزور، وتل سلمو" بريف إدلب الجنوبي الشرقي، بعد أن تمكنوا من تحريرها من قوات النظام فجر اليوم، حيث تمكنوا من قتل وجرح عشرات العناصر لقوات النظام، بالإضافة لأسر أكثر من عشرين عنصراً، واغتنام دبابتين وثلاثة عربات "بي إم بي" بالإضافة لأسلحة متوسطة وخفيفة وذخائر منوعة.
وتشكل معركة اليوم التي أطلق عليها اسم "رد الطغيان" ضربة موجعة لقوات النظام والميليشيات المساندة لها، لاسيما أنها كبدتهم خسائر كبيرة في الأرواح إضافة لعشرات الأسرى الذين وقعوا بيد الفصائل، ناهيك عن وقف تقدم قوات النظام الذي تصاعد خلال الأيام الأخيرة ومنعهم من الوصول إلى مطار "أبو الظهور" العسكري.
وتأتي المعركة بعد يوم واحد من إصدار "وفد قوى الثورة العسكري" بياناً أدان فيه العدوان المستمر على الشعب السوري في مناطق "خفيض التصعيد"، معتبرا ذلك انتهاكاً صارخاً لكل المحاولات الدولية للتهدئة في سوريا وصولاً إلى وقف إطلاق النار الشامل والتوجه نحو انتقال سياسي يكفل للشعب السوري حريته وكرامته بعيداً عن نظام بشار الأسد وكل القوى الطائفية الداعمة له.
وبيّن الوفد أن السعي لفرض حل عسكري وإلغاء الحل السياسي لا يدل إلا على نية مبيتة لدى قوى الإجرام والظلام للاستمرارية في غيّها ووأد أية جهود من شأنها خلاص السوريين من هذا الجحيم، مديناً الصمت الدولي تجاه هذه الجرائم، داعياً الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية بهذا الملف لفتح تحقيق عاجل وشامل بهذه الجرائم واتخاذ كل الإجراءات التي من شأنها ردع المعتدي وكف يده عن الاستمرار في نهجه الباطل.
وأصدر "وفد قوى الثورة" اليوم الخميس، بياناً عقب فيه على بدء معركة "رد الطغيان" معتبراً إياها رداً على انتهاك مناطق خفض التصعيد من خلال عملية هي الأوسع من نوعها، شنتها فصائل قوى الثورة السورية العسكرية في ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي لتحرير ما تم السيطرة عليه مؤخراً.
وأوضح البيان أن العملية تمكنت خلال ساعات من تحرير 17 قرية والسيطرة عليها بشكل كامل، مخلفة مئات القتلى من الميليشيات وأكثر من 35 أسيراً، بالإضافة إلى إسقاط طائرة حربية، واغتنام العديد من الآليات والذخائر، وجدد الوفد تأكيده على ما جاء في بيانه بالأمس من حقه في "رد الطغيان" على من يخرق الاتفاق.